تقطيع الكعك وتكسير العيدان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فلو أمسكت أخي القارئ الكريم بمجموعةٍ من العيدان وأردت تكسيرها فلن تستطيع ولكن إن فرَّقتها وقمتَ بمحاولةِ كسر كلِّ واحدٍ على حدة لاستطعت ذلك بسهولة ، وقل مثل ذلك في أكلك للكعكة ، فلو أتيت بكعكة وأردت أكلها دفعةً واحدة فلن تستطيع ذا الأمر ، ولكن لو قطعتها وأخذت بأكلها قطعةً قطعة لاستطعت ذلك بكل يسرٍ وسهولة .
وإن مَثَلّ ذلك مثلُ الأعداء الذين يكيدون لنا بالليل والنهار ، فإنهم لن يقدروا علينا ولن يستطيعوا لنا سبيلاً ما كُنَّا يداً واحدة غير متفرقين معتصمين بحبل الله المتين سائرين على صراطه المستقيم وسنة خير المرسلين مُقتفين أثر الصالحين .
فالكل يعلم اليوم ضرورة اتحاد أهل الحق والدين في مواجهة أعدائهم المتحدين عليهم، فلسنا في حالةٍ اليوم تسمح لنا بالتفرق والتشتت وردِّ بعضنا على بعض ، وإنما علينا توحيد الصف وتكثيف الجهود في مواجهة الأعداء ، وذلك لإعلاء كلمة الحق والدين .
قد يقول قائل : إن الخلاف بيننا شديد ، فأقول : إن كان هذا الخلاف مما يسوغ الاجتهاد فيه ، فهنا فليعذر بعضنا بعضاً في ذلك ، وأما إن كان مما لا يسوغ الخلاف فيه ، فهنا فلنجلس معاً للنقاش والحوار ولينصح بعضنا بعضاً بالحكمة والموعظة الحسنة ، لا أن يسبُّ بعضنا بعضاً ويطعن كلٌّ منا بالآخر ، ولنحسن الظن دائماً بإخواننا المسلمين ، فإن الهدف واحد والدعوة واحدة ، ولابد ها هنا لكي نسير على خطٍ واحد كذلك من العودة إلى كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وما أُثر عن الصحابة الكرام ، وذلك لفهم الدين وفق ما أراد الله وأراد رسوله الكريم عليه أزكى صلاةٍ وأتمَّ تسليم .
فهلاَّ وسَّعنا نظرتنا وآفاق عقولنا إخوتنا الكرام لنعي ما يدور حولنا وما يُحاكُ ضدنا .
فهذه دعوة أسأل الله تعالى أن أكون قد وُفِّقت في إيصالها لإخواننا الفضلاء ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .