إحتقار الحضارات

•○ احتقار الحضارات ○•

• في العالم حضارات شتى وفي الحضارات عادات وتقاليد وعلوم وأفكار عريقة وحديثة
عظيمة وبسيطة أو دنيئة والكل يمضي بالمسار الذي جبل عليه
وعلى مر الزمان نجد أن الحضارات تتلاقح وتتمازج وتتداخل وتذوب بين الخير والشر
وهذا مما لابد منه ولا مناص ولكن المثير للامتعاض هو أن تجد
حضارات قائمة على حضارات سابقة وارتقت على ظهورها لكنها ما شرعت في التقدم
حتى ازدرت كل ما يتعلق بما قامت عليه من حضارات ولا يمكن
أن ننسى رائحة تلك التوابل الهندية عندما كان أجدادنا يهاجرون لكي يكسبون الرزق
وكأن الهند هي بلد العظمة والحضارة الإمعة ولكن ما إن سطع نجمنا
حتى عادت روائح التوابل ولكن في أزقة بلادنا لكي نجد أحفاد تلك الحضارة في أحوال
يرثى لها وقس على ذالك حضارة الشام واليمن وجميع الحضارات
التي وقفت أقدامنا على ظهورها لسنا الوحيدين في هذا الميدان ولكن سبقتنا حضارات
وما أميركا عنا ببعيد حيث قامت على أنقاض الهنود الحمر وهاهي الآن
تحتقرهم وتسيء لهم والعالم زاخر بالأمثلة في كل مكان ويبقى السؤال ..
من ذا الذي يضمن لنا أن لا تكون حضاراتنا سلماً يرتقي على درجاته المحتقرين ؟
وهل دمائنا مصطفاة على دماء الآخرين مع أن الله في محكم تنزيله نسف
جميع الطبقيات بين المجتمعات عدا طبقية التقوى فهي الفيصل والفارق الوحيد
بين الحضارات والأجيال ؟
لقد نشأ في الحضارات المحتقرة أناس أضاءوا لنا مابين المشرق والمغرب بالعلم
من أمثال شيخ : أبو الحسن ندوي والشيخ : صفي
الدين مباركفوري رحمهما الله ومنهم من احترم ديننا وحضارتنا من أمثال مهاتما غاندي
وذالك في قوله :
(بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت
نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته )
إن ازدرائنا لعينة من تلك الشخصيات يعني حكمنا بالفشل على من عاوننا
في وضع اللبنات الأولى لحضاراتنا ويجب علينا مد يد التعاون والأخوة مع المسلمين
في كل أنحاء العالم بلا استثناء لأن البلاد هي البلاد والحضارة هي الحضارة .